يرى الأطباء أن معظم الأمراض في العصر الحالي تتشكل عن طريق المعدة وتترتب على نوعية وكمية الطعام الزائدة التي تؤثر على أجهزة جسم الإنسان المختلفة. وتتعدد العمليات الجراحية التي تهدف إلى إنقاص الوزن الزائد والتخلص من مشكلة السمنة، وشهدت تطورات كبيرة في العقود الأخيرة خاصة بعض ظهور المنظار والليزر والموجات الفوق صوتية المكثفة واستخدام كلاً منها في أنواع هذه العمليات. وتسبب هذا التطور في الجراحات إلى تنوعها مما جعل الطبيب يستطيع أن ينتقي منها الأنسب لحالة المريض الصحية والأقل خطورة والأفضل من حيث النتائج. واكتسبت عملية تحويل مسار المعدة المصغر الحديثة التي تم ابتكارها في عام 1997 من خلال الجراح د. روبرت روتليدج باستخدام المنظار شعبية هائلة كونها أسرع وأقل خطورة من نظيرتها التقليدية.

عملية تحويل مسار المعدة المصغر

جاءت فكرة عملية تحويل مسار المعدة من نظيرتها التقليدية مع إضافة بعض التعديلات البسيطة عليها، وتميزت عملية تحويل مسار المعدة المصغر عن عملية تحويل مسار المعدة التقليدية في تقليل وقت الإجراء الجراحي وتبسيطه مما أدى إلى تقليل المضاعفات مع المحافظة على فقدان الوزن مماثل أو أكثر مقارنة بجراحة تحويل المسار التقليدية. حيث أثبتت الدراسات العلمية خلال العقدين السابقين أن عملية تحويل مسار المعدة المصغرة وخاصة بالمنظار نجحت بالفعل في إنقاص مؤشر كتلة الجسم والوزن الزائد بشكل كبير وملحوظ للمرضى، مع تحسن كبير وسريع في علاج الأمراض الأخرى المصاحبة للسمنة مثل مشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالدم بالإضافة إلى تحسن وظائف الكبد. 

كيف يتم إجراء عملية تحويل مسار المعدة المصغر 

تتم عملية تحويل مسار المعدة عن طريق استخدام المنظار لعمل فتحات لا تتعدى 1سم، وبعد ذلك يتم إدخال المنظار لتقسيم المعدة وتدبيسها حيث يكون معظم المعدة غير مرتبط بالمريء وتكون المعدة الجديدة على شكل أنبوب أقصر وأصغر من حجم المعدة القديمة. ثم يقوم الطبيب بربط ما تبقى من الأمعاء بالمعدة ليمر الطعام إلى المعدة الصغيرة التي تشبه الأنبوب ويتجه إلى الأمعاء. وتتم هذه الجراحة في مدة أقل من ساعة ويقيم المريض بعد إجرائها في المستشفى لمدة يوم واحد فقط. 

مميزات عملية تحويل مسار المعدة

وتتعدد مزايا عملية تحويل مسار المعدة المصغر عن الكثير من الجراحات بأنها:

  • تجرى عن طريق استخدام المنظار الجراحي مما يقلل بشكل ملحوظ من فرص العدوى والنزيف أثناء وبعد الجراحة.
  • يقلل من وقت إجراء العملية.
  • كذلك تتميز عملية تحويل مسار المعدة المصغر بنتائجها الممتازة على المدى الطويل في علاج الأمراض المرتبطة بالسمنة المفرطة ومضاعفاتها مثل الشفاء من السكر النوع الثاني إذا كان مصاحبا للسمنة بنسبة نجاح أكثر من 80%
  • التخلص من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية بالدم والتخلص من آلام المفاصل وآلام العمود الفقري
  • إمكانية تناول الحلويات مع عدم الزيادة في الوزن مجدداً.
  • بالإضافة إلى تحسين القدرة الإنجابية وزيادة الخصوبة في النساء والرجال.

وتشير الدراسات الطبية الحديثة أن عملية تحويل مسار المعدة تساهم في تقليل كميات الطعام التي يتناولها الشخص بنسبة كبيرة وقد تساعد في فقدان من 50 إلى 60 كجم في السنة الأولى من إجراء العملية للمرضى الذين تخطى وزنهم 130 كجم إذا تم الالتزام بالنظام الغذائي الذي يوصى به الطبيب ما بعد إجراء العملية.

   

 

النظام الغذائي بعد عملية تحويل مسار المعدة المصغر 

النظام الغذائي بعد عملية تحويل المسار يماثل تقريباً النظام الغذائي بعد إجراء تحويل المسار التقليدي فغالباً ما يتكون النظام الغذائي خلال أول أسبوع بعد العملية من السوائل فقط مثل الشوربة والعصائر الطبيعية. ومن ثم سوف يسمح الطبيب للمريض بعد ذلك بإدخال الطعام المهروس أو المسلوق في الأسبوع الثاني والثالث حتى يتم العودة تدريجياً إلى تناول الطعام الطبيعي الصلب في الأسبوع الرابع أو الخامس حسب تقييم الطبيب. ويبدأ النقص في الوزن من الأسبوع الأول بعد إجراء الجراحة مع عدم المعاناة من الشعور الدائم بالجوع وذلك بسبب أنه يتم تصغير حجم المعدة بنسبة 80% مما يساعد المريض على الوصول للشعور بالشبع بعد تناول كمية أكل أقل.

فيديو يوضح تفاصيل عملية تحويل مسار المعدة المصغر لعلاج السمنة