تصل نسبة نجاح الكبسولة المبرمجة في إنقاص الوزن أكثر من 95%، كما تُعدُّ أحدث التقنيات المتاحة لخسارة الوزن دون تدخُلٍ جراحيٍ، أو تخديرٍ، لكن كما أنَّ هناك مزايا، فإنَّ عيوب الكبسولة المبرمجة أمرٌ مُمكِنٌ لدى بعض المرضى، وإِنْ قلَّت فرص حدوث ذلك؛ لذا ما هي هذه العيوب؟ وهل تركيب الكبسولة الذكية مؤلم؟
ما هي عيوب الكبسولة المبرمجة؟
تُعدُّ الكبسولة المبرمجة من أفضل الطرق الفعالة في خسارة الوزن، بل وأكثرها أمانًا، لكن ذلك لا يمنع معاناة البعض من عيوب الكبسولة المبرمجة، مثل:
1. الغثيان والقيء
- يشكو البعض من شعورٍ بعدم الراحة في المعدة بعد تركيب الكبسولة المبرمجة، وتحديدًا الغثيان والقيء في الأيام الأولى.
- يحدث ذلك الأمر؛ نتيجة عدم تعوُّد المعدة على وجود كبسولةٍ بها غير قابلةٍ للهضم، كما قد يشعر البعض بالرغبة في تقيؤها.
- عادةً لا تستمر مثل هذه العيوب لأوقاتٍ طويلةٍ، كما أنَّ الطبيب يصف للمريض أدوية مضادة للغثيان والقيء، بما يسمح بسهولة التغلُّب على مثل هذه المشكلات.
2. تقلُّصات البطن
- يصحب الغثيان أحيانًا تقلُّصاتٍ في البطن كأحد عيوب الكبسولة المبرمجة، وسرعان ما تزول هذه التقلصات مع تأقلم المعدة على وجود الكبسولة داخلها.
3. الإمساك
- يشعر البعض بقلة الرغبة في قضاء الحاجة، أو ربَّما الإمساك، وهذا ليس من العيوب، بل هو أمرٌ طبيعيٌ؛ بسبب قلة كمية الطعام التي صار يتناولها المريض بعد بلع الكبسولة الذكية.
4. الشعور بانتفاخ البطن
- ربَّما يكون الإحساس بانتفاخ البطن من عيوب الكبسولة المبرمجة، لكن منشأ هذا الإحساس هو وجود الكبسولة المنتفخة في المعدة، ودليل ذلك وجود هذا الإحساس عقب تناول الطعام غالبًا، إذ يشعر المريض بالشبع، وانتفاخ (امتلاء البطن)، وإِنْ كان الأمر مُزعجًا، يُمكِن استشارة الطبيب؛ للحصول على حلٍ مُناسبٍ.
في حالة المعاناة من عيوب الكبسولة المبرمجة، فإنَّ هذه العيوب لا تستمر أكثر من 3 – 4 أيام، وربَّما أسبوع كحدٍ أقصى، كما أنَّ فرص الإصابة بها تقل كثيرًا مع الكبسولة المبرمجة.
ما هي مضاعفات الكبسولة؟
رغم ندرة حدوث مضاعفات للكبسولة المبرمجة، إلَّا أنَّه ينبغي أخذ معلوماتٍ كافية عن هذه المضاعفات، والتي قد تضمُّ ما يلي:
1. عدم التحمُّل
- لا يتحمَّل البعض وجود الكبسولة المبرمجة داخل المعدة، وذلك في عددٍ قليلٍ من المرضى الذين قاموا بتركيب الكبسولة الذكية.
- يبلغ احتمال إزالة الكبسولة المبرمجة في هؤلاء المرضى غير القادرين على تحمُّل الآثار الجانبية نحو 1 – 2% فقط، وذلك باستخدام المنظار.
- يطلب الطبيب من المريض بعض الاحتياطات قبل اللجوء إلى إزالة الكبسولة الذكية، مثل: تناول الأدوية المُساهِمة في التغلُّب على الآثار الجانبية، وشرب كميات مناسبة من الماء، فإن لم تنجح هذه الوسائل، فلا حلَّ سوى إزالة الكبسولة المبرمجة.
2. ارتجاع المريء
- قد ينشأ ارتجاع المريء بعد تركيب الكبسولة الذكية، ويعود ذلك غالبًا إلى عدم اهتمام المريض بالحمية الغذائية المطلوبة لا الكبسولة المبرمجة ذاتها.
- ربَّما يُعانِي المريض أعراض ارتجاع المريء، مثل: حرقة المعدة، بعد تناول أنواعٍ مُعيَّنة من الطعام، مثل: الأطعمة الحارة، أو المقليات، أو غير ذلك.
- تبلغ فرص الإصابة بالتهاب المريء بعد تركيب الكبسولة الذكية نحو 0.06% فقط.
3. مضاعفات أخرى
- قد يُفرَغ البالون مبكرًا قبل موعده (قبل 3 أشهر)، مِمَّا يُؤدِّي إلى خروج الكبسولة المبرمجة مع الفضلات، وعدم الحصول على النتائج المُتوقَّعة لخسارة الوزن.
- انتفاخ بالون الكبسولة المبرمجة، وزيادته عن حجمه الطبيعي، وقد كان ذلك أكثر شيوعًا في الإصدارات الأولى للكبسولة المبرمجة.
- التهاب البنكرياس، وتصل نسبة حدوثه إلى 0.06%، ويحتاج إلى إزالة الكبسولة المبرمجة بالمنظار.
- أيضًا من عيوب الكبسولة المبرمجة النادرة: ثقب المعدة، أو انسدادها، مِمَّا يستدعي التدخُّل الجراحي بواسطة المنظار.
- قد يتأخر انتقال الكبسولة المبرمجة من المعدة إلى الأمعاء، تمهيدًا لخروجها مع البراز.
هل تركيب الكبسولة مؤلم؟
ليس الألم من عيوب الكبسولة المبرمجة، إذ يبلع المريض الكبسولة مع كميةٍ مناسبةٍ من الماء، كما لا يحتاج الطبيب إلى تخدير المريض، أو استخدام المنظار، ولا يستغرق تركيب الكبسولة المبرمجة أكثر من 20 دقيقة، ويتأكَّد الطبيب بعد تركيبها من وجودها في الموضع الصحيح باستخدام الأشعة السينية.
وقد يُعانِي البعض صعوبةٍ في البلع عمومًا، ومِنْ ثَمَّ فقد يكون هؤلاء بحاجةٍ إلى تخديرٍ، أو استخدام المنظار؛ لإيصال الكبسولة المبرمجة إلى مكانها اللائق.
كم مدة الكبسولة الذكية؟
غالبًا تظل الكبسولة الذكية داخل المعدة لمُدَّة 4 أشهر، إذ تملأ الكبسولة مساحة واسعة من المعدة، مِمَّا يمنع تناول كميات كبيرة من الطعام، بالإضافة إلى الشعور السريع بالشبع، ومِنْ ثَمَّ خسارة الوزن الزائد.
وبعد مرور الأربعة الأشهر، تُفرَغ الكبسولة الذكية تلقائيًا، ثُمَّ تخرج دون الحاجة إلى عمليةٍ جراحيةٍ، كما تتوافر أنواع جديدة من الكبسولات الذكية، وتحتوي على بالونين بدلًا من بالونٍ واحدٍ، وتُساعِد على فقد 80% من الوزن في أول 3 أشهر.
يستمر النوع الجديد من الكبسولة الذكية في المعدة 4 أشهر أولًا، ثُمَّ تُعطَى المعدة وقتًا للراحة يصل إلى شهرين، وتهيئة الجسم؛ لكبسولةٍ جديدةٍ من نفس النوع تظل في المعدة أيضًا 4 أشهرٍ إضافية، إذ يصل مجمل مدة الكبسولة الذكية من هذا النوع نحو 8 أشهر.
كيف تخرج الكبسولة الذكية؟
لا تحتاج الكبسولة الذكية إلى تدخُلٍ جراحيٍ لإخراجها، إذ ما إِنْ تنتهي مُدَّتُها، إلَّا وتخرج تلقائيًا مع البراز خارج الجسم (بعد 4 أشهر غالبًا)، لكن قد تتطلَّب بعض الحالات استخدام المنظار لإخراج الكبسولة الذكية، مثل:
- عدم تحمُّل المريض عيوب الكبسولة المبرمجة، مثل: الغثيان، والقيء، ونحوها.
- التهاب البنكرياس.
- انسداد المعدة، أو الأمعاء.
- ثقب المعدة.
نادرًا ما يُصابُ أحدٌ بهذه المضاعفات، لكن إِنْ حدثت، فمن السهل التخلُّص من الكبسولة الذكية عبر المنظار.
هل يعود الوزن بعد الكبسولة الذكية؟
- يفقد المريض نحو 10 – 15% من وزنه بعد تركيب الكبسولة الذكية في غضون 4 أشهر، كما بلغت نسبة الوزن المفقود نحو 72% بعد مرور 12 شهرًا من خروج الكبسولة الذكية من الجسم.
- رجَّحت هذه الإحصائيات أنَّ خسارة الوزن رغم خروج الكبسولة الذكية قد يكون عائدًا إلى التغيُّرات الفسيولوجية الدائمة حتى بعد خروج الكبسولة الذكية، أو الحفاظ على أسلوب الحياة الصحيح، أو ربَّما كليهما معًا.
- تعمل الكبسولة الذكية على خسارة الوزن عبر ملء مساحة من المعدة، مِمَّا يُؤدِّي إلى تقليل قدر السعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم، بالإضافة إلى الشبع سريعًا.
- يزول هذا الأثر أحيانًا بعد خروج الكبسولة الذكية، مِمَّا يُوجِب على المريض تغيير عاداته الغذائية عمَّا كان مُعتادًا عليه قبل تركيب الكبسولة الذكية؛ للحفاظ على الوزن الحالي، وخسارة المزيد من الوزن الزائد.
- قد يُؤدِّي إهمال المريض للحمية الغذائية، أو الإفراط في تناول الطعام إلى اكتساب الوزن بعد خروج الكبسولة الذكية.
الخلاصة
تندر معاناة المريض من عيوب الكبسولة المبرمجة، إذ أظهرت نسبة نجاحٍ وأمانٍ عالية، لكن قد لا يتحمَّل البعض الآثار الجانبية في الأيام الأولى بعد تركيبها، كما لا تُسبِّب الكبسولة المبرمجة أي ألمٍ عند تركيبها، كما أنَّها تخرج تلقائيًا في غضون 4 أشهر من تركيبها مع البراز دون تدخُلٍ جراحي.
المصادر