قد يولد الشخص لديه بعض العيوب الخلقية مثل زيادة الفجوة أو الفتحة في الحجاب الحاجز أكبر من المعتاد، وهو واحد من بين اسباب فتق الحجاب الحاجز والتي تُكتَشف بعد ظهور بعض الأعراض غير الطبيعية على المريض عن طريق الفحص مع بعض الاختبارات الهامة لمعرفة تلك الأسباب وعمل خطة علاجية محكمة من قبل الطبيب المعالج.
من خلال المقال نتعرف معًا بالتفصيل على تلك الأسباب مع علامات الفتق وكيفية علاجه بدون جراحة، ثم نتعرف على معدل الشفاء من فتق الحجاب الحاجز وكيفية تقويته بالطرق الطبيعية.
ما هي علامات فتق الحجاب الحاجز؟
يحدث فتق الحجاب الحاجز مع اندفاع الجزء العلوي من المعدة للأعلى عبر الحجاب الحاجز إلى منطقة الصدر، ومن المعروف عن الحجاب الحاجز أنه عبارة عن عضلة كبيرة تقع بين الصدر والبطن وتساعد الشخص على التنفس.
لكن مع فتق الحجاب الحاجز يندفع جزء من المعدة إلى الأعلى من خلال العضلات عن طريق فتحة تسمى الفجوة، قد تظهر علامات فتق الحجاب الحاجز في الحالات المتوسطة والشديدة، ولكن عادةً ما تبدأ تلك الحالة بدون أعراض أو علامات ظاهرة، ومن بين تلك العلامات ما يلي:
- الحموضة المعوية والتي تزداد كلما انحنى الشخص أو استلقى.
- التجشؤ باستمرار.
- التعرض لألم في الصدر.
- صعوبة شديدة في البلع.
- غالبًا ما يصاحب تلك الحالة ارتجاع المريء.
وعندما تظهر تلك الأعراض يبدأ المريض في الذهاب لطبيب متخصص والتعرف على اسباب فتق الحجاب الحاجز مع الفحص والتشخيص وذلك لبدء العلاج السليم.
اسباب فتق الحجاب الحاجز
تتعدد الأسباب ويمكن التعرف عليها عن طريق الفحص، والتاريخ الطبي للمريض، ثم عمل تشخيص كامل إما عن طريق ابتلاع الباريوم أو التنظير الداخلي للمريض، وتشمل تلك الأسباب ما يلي:
- التعرض لإصابة أو أضرار أدت إلى ضعف الأنسجة العضلية مما يحفز اندفاع المعدة من خلال الحجاب الحاجز.
- ولادة بعض الأشخاص بفجوة كبيرة وغير طبيعية مما يجعل من السهل على المعدة أن تتحرك من خلالها.
- يمكن أن تتعرض المرأة لفتق الحجاب الحاجز أثناء فترة الحمل خاصةً إذا كان الحمل يسبب ضغطًا شديدًا على منطقة البطن.
- عمل ضغط أو التعرض لضغط شديد وبشكل متكرر على العضلات المحيطة بالمعدة إما بسبب السعال، أو القيء المستمر، أو رفع أشياء ثقيلة، أو إجهاد أثناء حركة الأمعاء.
العوامل التي تزيد من الإصابة وتعد أيضًا من ضمن اسباب فتق الحجاب الحاجز هي:
- السمنة أو البدانة: والتي تشكل ضغطًا شديدًا بشكل مستمر على العضلات المحيطة بالمعدة مما يضعف العضلات بمرور الوقت ويتسبب في تلك الحالة أو يزيد من شدتها.
- الشيخوخة: مع تقدم العمر تضعف عضلات الجسم خاصةً في حالة عدم ممارسة الرياضة بشكل مستمر ومن بينها العضلات التي تتحكم في منع اندفاع جزء من المعدة إلى أعلى مما يتسبب مع الوقت في ظهور فتق الحجاب الحاجز.
- التدخين: التدخين أيضًا قد يزيد من أعراض ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز بسبب تأثيره الضار على الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي أيضًا.
كما توجد علاقة قوية بين ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز، فعندما ينتهي الطعام والسوائل والحمض في المعدة إلى المريء يمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالحموضة والغثيان بعد الأكل، لذلك من الشائع أن يعاني الأشخاص المصابون بفتق الحجاب الحاجز من ارتجاع المريء وفي كثير من الأحيان يكون أحدهما سببًا في حدوث الآخر.
هل يمكن علاج الفتق بدون جراحة؟
نعم، في بعض الحالات يمكن علاج الفتق بدون جراحة وتحديد ما يناسب الحالة بعد عمل التشخيص الكامل والتعرف على اسباب فتق الحجاب الحاجز، ويمكن تقسيم علاج الفتق بدون جراحة إلى:
علاج الفتق بالأدوية
هناك بعض الأدوية التي يصفها الطبيب والتي تساعد في علاج الأعراض وتشمل:
- مضادات الحموضة: وذلك لتحييد حمض المعدة وتقليل الأعراض.
- أدوية حاصرات مستقبلات H2: والتي تستلزم وصفة طبية وتقلل من إنتاج الحمض.
- أدوية مثبطات مضخة البروتون: وهي تمنع إنتاج الحمض مما يعطي المريء وقتًا كافيًا للشفاء.
علاج الفتق بالحمية
أما عن علاج الفتق بالحمية فهو عبارة عن عمل تغيير في النظام الغذائي للمريض والذي يشمل عمل وجبات صغيرة عدة مرات في اليوم بدلًا من ثلاث وجبات، مع تناول الوجبات الخفيفة قبل النوم بعدة ساعات، هناك بعض الأطعمة والمشروبات التي يُمنع مريض الفتق من تناولها نهائيًا وتشمل:
- الطعام الحار.
- الأطعمة الحمضية.
- شرب الكحول.
- مادة الكافيين.
- الشوكولاتة.
- الأطعمة التي تحتوي على الطماطم.
- أكل البصل.
كما أن هناك بعض التغيير في روتين الحياة اليومي التي تساعد في تقليل الأعراض بشكل كبير مثل:
- الامتناع عن التدخين نهائيًا.
- تجنب الانحناء أو النوم بعد الأكل مباشرةً.
- فقدان الوزن الزائد، وعدم ارتداء أحزمة أو ملابس ضيقة تضغط على منطقة البطن.
- ضرورة رفع رأس السرير بمقدار 6 بوصات على الأقل أثناء النوم.
هل يمكن الشفاء من فتق الحجاب الحاجز؟
نعم بالطبع يمكن الشفاء من فتق الحجاب الحاجز ولكن يعتمد ذلك على نوع العلاج الذي تم اختياره لحالة المريض، من المتوقع أن يكون التعافي سريعًا في حالة العلاج الجراحي ولكن يجب توخي الحذر في فترة ما بعد الجراحة خاصةً في فترة الأسابيع الأولى بعد العملية.
ومن المرجح أن يستعيد المريض عافيته ويشفى تمامًا في غضون 12 أسبوعًا وهو ما يعادل ثلاثة أشهر كاملة، وقد تطول المدة عن ذلك وفقًا لاسباب فتق الحجاب الحاجز وطرق علاج كل منها.
كيف يمكن تقوية الحجاب الحاجز؟
يمكن تقوية الحجاب الحاجز عن طريق العمل على تقوية العضلات الخاصة به ومن أفضل الوسائل التي تساعد على ذلك هي:
- أوضاع اليوجا: صُممت خصيصًا لتقوية الحجاب الحاجز مثل وضعية الكرسي أثناء الوقوف مع وضع الذراعين بشكل عمودي على الأرض ثم تحريك الذراعين فوق الرأس مع الضغط على راحتي اليد معًا، مع جعل الفخذين موازيين للأرض قدر الإمكان ويبقى الشخص في ذلك الوضع لمدة دقيقة.
- تمارين تقوية عضلات المعدة: تساعد في تقليل خطر الإصابة بفتق الحجاب الحاجز فكما نعلم أن من أهم اسباب فتق الحجاب الحاجز هو ضعف العضلات، إذ يشمل التمرين الاستلقاء على الظهر على الأرض وثني الركبتين مع ترك القدمين تلمسان الأرض، ثم رفع أسفل الظهر والأرداف عن الأرض مع ترك الكتف والقدم على الأرض لمدة ثواني قليلة ويجب تكرار ذلك الوضع عدة مرات يوميًا.
- تمارين التنفس الحجابي: يمكن ممارسة تمارين التنفس التي تتضمن الاستلقاء على الظهر مع وضع وسادة تحت الرأس والركبتين لتقوية الحجاب الحاجز، إذ يضع الشخص إحدى يديه على الصدر العلوي والأخرى أسفل القفص الصدري ثم يتنفس ببطء من خلال الأنف، ثم شد عضلات البطن بينما يتنفس من الفم.
الخلاصة
تعددت اسباب فتق الحجاب الحاجز فمنها ما يُولد به المريض ومنها ما يحدث بسبب التقدم في العمر وضعف العضلات ولكن يبقى الحل في النهاية هو التزام بروتوكول علاجي فعال للتخلص من أعراض الفتق المؤلمة والمزعجة وينقسم العلاج إلى دوائي، وتغيير روتين، وجراحي وهو الإجراء الأخير عند تطور الحالة أو تصبح الأعراض أشد وأخطر على الجسم، ويبقى الاختيار الأنسب وفقًا لما يراه الطبيب المعالج.