السمنة المفرطة أصبحت داء يهدد صحة الكثيرين، حيث أوضحت الإحصائيات أن 35% من البالغين في مصر مصابون بالسمنة وهي من المعدلات المرتفعة عالميًا. تأتي زيادة الوزن نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم مع ضعف النشاط البدني، وبالتالي انخفاض معدل الحرق وتراكم الدهون في الجسم، كما أن للعوامل الوراثية والجينية دور هام في الإصابة بالسمنة المفرطة والاتجاه إلى علاجها بإجراء عمليات التخسيس بالمنظار.
تُعتبر عمليات التخسيس بالمنظار الحديثة هي أفضل وسيلة للتخلص من السمنة المفرطة المرضية والمضاعفات الصحية المصاحبة لها، عندما لا تنجح محاولات اتباع حمية غذائية أو ممارسة الرياضة في إنقاص الوزن.
هل تحتاج لإجراء عمليات التخسيس بالمنظار؟
يمكنك تحديد الإجابة بعد معرفة مؤشر كتلة جسمك؛ فمؤشر كتلة الجسم هو وسيلة تستخدم لقياس نسبة الدهون في الجسم اعتمادًا على الوزن والطول فهو يساوي (الوزن بالكيلوجرام/مربع الطول بالمتر)، وبناءَ عليه يتم تحديد إذا كان وزن الشخص طبيعي أم يعاني من وزن زائد أو سمنة مفرطة.
يُعتبر الوزن زائد في حال إذا كان مؤشر كتلة الجسم 25 كجم/م2 أو أكثر، أما إذا زاد مؤشر كتلة الجسم عن 30 كجم/م2 فيكون دليل على الإصابة بالسمنة.
وتنقسم حالات السمنة إلى 3 مستويات:
- المستوى الأول يكون مؤشر كتلة الجسم (30-34 كجم/م2).
- المستوى الثاني من السمنة يتراوح مؤشر كتلة الجسم ما بين (35-40 كجم/م2).
- المستوى الثالث في حالة كان مؤشر كتلة الجسم 40 كجم/م2 أو أكثر مما يعني حالة سمنة مفرطة.
المضاعفات الصحية والأمراض المرتبطة بالسمنة المفرطة
- ارتفاع ضغط الدم.
- أمراض القلب والشرايين.
- السكتة الدماغية.
- مرض السكر من النوع الثاني.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول.
- آلام المفاصل وصعوبة الحركة.
- انقطاع النفس أثناء النوم.
- تأخر الإنجاب.
عمليات التخسيس بالمنظار
تهدف عمليات التخسيس بالمنظار إلى المساعدة في تقليل كميات الطعام المستهلكة، من خلال إجراء بعض التغيرات في المعدة أو الأمعاء أو الاثنين معًا.
يعتمد الجراحون على استخدام المعدات الطبية الحديثة في جراحات السمنة ومنها الدباسات الأمريكية وأجهزة قطع الأنسجة الدقيقة مثل الليجاشور والهارمونيك.
تُجرى جراحات السمنة تحت تخدير كُلي، عن طريق عمل عدة فتحات صغيرة في البطن لإدخال الأدوات الجراحية ومنظار البطن، وهو عبارة عن أنبوب صغير يتصل بطرفه كاميرا تتيح للجراح رؤية جيدة داخل البطن دون الحاجة إلى عمل شق جراحي كبير كما هو الحال في الجراحات التقليدية.
مميزات إجراء عمليات التخسيس بالمنظار
- التعافي السريع بعد إجراء العملية.
- تُعتبر أفضل من الناحية التجميلية؛ لأنها تعتمد على شقوق صغيرة الحجم مما يسهل من التئام الجرح بعد العملية.
- تقليل الشعور بالألم.
متى تحتاج الى إجراء عمليات التحسيس بالمنظار
قد تكون مرشحًا لإجراء إحدى عمليات التخسيس بالمنظار لإنقاص وزنك الزائد في حالة:
- أن يكون مؤشر كتلة الجسم لديك 40 أو أكثر.
- أن يكون مؤشر كتلة الجسم 35 أو أكثر وتعاني من أحد المشكلات الصحية بسبب السمنة مثل مرض السكر من النوع الثاني.
- لديك وعي بفوائد ومخاطر جراحات السمنة.
- لديك الاستعداد للالتزام بتعليمات الطبيب بعد الجراحة، واتباع نمط حياة صحي وتغيير نظامك الغذائي.
بعد أن تتخذ قرار الخضوع لجراحة علاج السمنة المفرطة عليك اختيار المكان المناسب والجراح المحترف لتضمن أعلى نسبة أمان ونجاح.
حيث يقوم الطبيب بتقييم حالتك الصحية وعمل الفحوصات اللازمة لتحديد نوع العملية التي تناسبك.
وتنقسم أحدث عمليات التخسيس بالمنظار إلى:
تحويل مسار المعدة “Gastric Bypass”
يهدف هذا النوع من جراحات السمنة إلى تصغير حجم المعدة لتقليل كمية الطعام المُستهكلة، وتعديل مسار الطعام بحيث يتجاوز جزء كبير من المعدة والأمعاء وبالتالي يقل امتصاص المواد الغذائية.
تتم العملية على خطوتين:
- في الخطوة الأولى يقوم الطبيب بفصل جزء صغير أعلى المعدة يُسمى حقيبة أو جيب المعدة “Pouch” وهو قادر على استيعاب كمية قليلة من الطعام مما يساعد على تناول كمية طعام أقل والشعور السريع بالشبع.
- في الخطوة الثانية يتم الربط بين جيب المعدة الصغير وجزء من الأمعاء وبذلك يمر الطعام مباشرة من جيب المعدة إلى الأمعاء متجاوز معظم المعدة والجزء الأول من الأمعاء.
تكميم المعدة “Gastric Sleeve”
تكميم المعدة من أشهر وأنجح جراحات إنقاص الوزن، وتساعد على خسارة حوالي 65% أو أكثر من الوزن الزائد خلال عام من إجراء العملية.
في هذه الجراحة يتم قص جزء كبير من المعدة – حوالي ¾ حجم المعدة – مع إزالة الجزء المسؤول عن إفراز هرمون الجوع “الجريلين” مما يساعد على التحكم في الشهية والشعور السريع بالشبع.
عملية الساسي “SASI bypass”
تعتبر من أحدث جراحات السمنة، وتعتمد على الدمج بين عمليتي تكميم المعدة وتحويل مسار المعدة المصغر.
في البداية؛ يقوم الجراح بقص جزء كبير من المعدة لتصغير حجمها كما في تكميم المعدة مما يساعد على الحد من كميات الطعام التي يتم تناولها، ثم يقوم بفصل جزء من الأمعاء الدقيقة وإعادة ربطه بالمعدة، وبذلك يقل امتصاص المواد الغذائية كالدهون والسكريات.
ويطلق عليها أيضًا اسم “تحويل المسار ثنائي التقسيم” بسبب فتح مسارين للطعام، أحدهما المسار الطبيعي، ويمر به نسبة قليلة من الطعام مما يساعد على امتصاص العناصر الغذائية الضرورية للجسم، وتذهب النسبة الأكبر من الطعام إلى المسار الجديد الذي يربط المعدة بجزء من الأمعاء.
أثبتت عملية الساسي فعّاليتها في إنقاص الوزن الزائد بأقل مضاعفات مقارنة بالجراحات الأخرى، كما حققت نجاح مذهل في علاج مرض السكر من النوع الثاني المصاحب للسمنة.