فرط التعرق هي مشكلة تواجه العديد من الأشخاص بداية من سن 13 عامًا، وتظهر في صورة زيادة في كميات العرق التي يفرزها الجسم لتنظيم درجة الحرارة في أماكن محددة منه مثل: الإبطين وباطن اليدين أو باطن القدمين.

من المؤكد أن مشكلة فرط التعرق تسبب الإحراج، فهي تعيق الأشخاص من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي نتيجة لما يلاقونه من ظهور للمشكلة على الملابس أو اليدين بشكل مستمر.

يعتقد البعض أن علاج فرط التعرق تعتبر رفاهية جمالية، بينما هي ضرورة صحية، فقد تتطور المشكلة إلي عدم القدرة على أداء المهام بشكل صحيح وكامل كمواجهة صعوبات في إمساك القلم أو القيادة.

والآن؛ ما هي مسببات فرط التعرق؟ وهل يوجد علاج فعّال لهذه المشكلة؟ إليكم الإجابة خلال السطور القادمة من المقال.

ما هي أسباب فرط التعرق؟

فرط التعرق هو عبارة عن خلل في التحكم العصبي للعرق السمبثاوي المسؤول عن إفراز العرق اللازم لتنظيم درجة حرارة الجسم للحفاظ على الوظائف الحيوية للجسم.

فرط التعرق قد يكون ناتج عن الإصابة ببعض الأمراض مثل: الأمراض العصبية، وأمراض الجهاز الهضمي والغدد الصماء.

كما أن الحالة المزاجية تتحكم بكمية العرق المُفرز عند البعض؛ فقد تؤدي الحرارة أو الحالة العاطفية مثل التوتر إلى فرط التعرق.

ولكن مرضى فرط التعرق عادة ما يواجهون هذه المشكلة بدون أي مشاكل صحية أو مزاجية مصاحبة لها طوال ساعات اليوم.

طرق علاج فرط التعرق

تتعدد الطرق المستخدمة لعلاج مشكلة فرط التعرق ولكن يتم تحديد البروتوكول المناسب تبعًا لسبب المشكلة الأساسي.

  • مضادات التعرق التي تحتوي على ألومينيوم كلوريد

في البداية؛ قد يصف لك الطبيب مضادات التعرق العادية، ولكن في حال فشلها في علاج المشكلة يلجأ إلى المضادات التعرق ذات الوصفة الطبية والتي تحتوي على الألومينيوم كلوريد.

تعتبر هذه الأنواع من مضادات التعرق النوع هي الأقوى لمحاربة زيادة كميات العرق التي يفرزها الجسم، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب لما تسببه من تهيج واحمرار بالجلد.

عادة ما تستخدم هذه المضادات مرة واحدة بالأسبوع قبل النوم وقد يصفها الطبيب للاستخدام لمدة 2-3 أيام متتاليين حسب الحالة.

يعمل هذا النوع من العلاج بشكل جيد ولكن مشكلته هو عدم القدرة على علاج فرط التعرق باليدين أو القدمين، لذلك فهو فعال في بعض حالات فرط تعرق الإبطين فقط.

  • الأدوية عن طريق الفم لعلاج فرط التعرق

في حالة فشل مضادات التعرق في علاج الحالة؛ يمكن اللجوء لهذا النوع من العلاجات حيث تم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة (FDA) لعلاج مشاكل التعرق من الإبطين.

ولكن يُحذر من استخدامه بكثرة أو بدون إرشاد طبي حيث ينتج عنه العديد من المشاكل الصحية مثل جفاف الفم والرؤية الضبابية واحتباس البول.

  • الليزر لعلاج فرط التعرق

يتم العلاج عن طريق تركيز أشعة الليزر لتدمير الغدد العرقية في المكان المراد التخلص من العرق به، ولكن تكمن فعّالية هذه العملية في علاج فرط التعرق الإبطي فقط.

الليزر لعلاج فرط التعرق

الليزر لعلاج فرط التعرق

  • البوتكس لعلاج فرط التعرق

يتم عن طريق حقن كمية من البوتوكس باستخدام إبرة دقيقة جدًا لتصل إلى الغدد العرقية تحت الجلد، وتعطي نتيجة تدوم لمدة 14 شهر.

المشكلة هي موافقة الـ FDA على استخدام الحقن في منطقة الإبطين فقط وعدم التصريح بإمكانية استخدامها في اليدين أو القدمين.

البوتكس لعلاج فرط التعرق

البوتكس لعلاج فرط التعرق

  • الحل الجراحي

يخشى الكثيرون الحلول الجراحية ظنًا منهم بالاضطرار إلى مواجهة التخدير الكلي لفترات طويلة بالإضافة إلى الخوف من الفتح الجراحي ومشاكل ما بعد العمليات.

لكن يختلف الحل الجراحي لفرط التعرق حيث أنه عبارة عن جراحة بالمنظار يقوم فيها الطبيب المختص باستئصال العصب السمبثاوي المغذي للغدد العرقية، ثم يقوم بكي جزء من العصب السمبثاوي لقطع الإمداد العصبي عن الغدد العرقية وبالتالي تقليل كميات العرق المُفرزة.

خطوات كي العصب السمبثاوي لعلاج فرط التعرق

بعد إجراء العديد من الفحوصات الطبية وتحديد سبب المشكلة بشكل رئيسي، يتم اتخاذ القرار لعلاج فرط التعرق بالمنظار، وعادة تتم العملية تحت التخدير الكلي ومن ثم يقوم الجراح المختص بالآتي:

  1. عمل شقوق صغيرة في منطقة الصدر بجانب المكان المراد علاجه.
  2. يدخل كاميرا صغيرة مع المنظار الجراحي لاستئصال وكي العصب السمبثاوي.
  3. تستغرق العملية 5 دقائق فقط، ويمكن مغادرة المستشفى بعد نصف يوم من إجراء العملية.

مميزات الكي السمبثاوي لعلاج فرط التعرق

تعتبر عملية كي العصب السمبثاوي واحدة من أنجح وأأمن العمليات الجراحية لعلاج مشكلة فرط التعرق، ويعود ذلك لقدرتها على تحقيق الآتي:

  • نتائج فورية وتحسن سريع للحالة.
  • علاج مشكلة التعرق تحت الابطين واليدين والقدمين.
  • العودة للحياة الروتينية بشكل سريع.
  • تجنب ظهور الندوب لعدم وجود شق جراحي.

التعرق عملية مفيدة للجسم للحفاظ على الحياة، وقيام الجسم بالوظائف الحيوية بشكل سليم، فإذا كنت تتعرق بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو المواقف العاطفية فلا بأس؛ بينما فرط التعرق وزيادته مشكلة يجب علاجها لما ينتج عنها من إحراج شديد، كما يجب اختيار الجراح بعناية شديدة لتجنب أي مضاعفات.