السمنة هي مرض العصر الحديث وتختلف عن زيادة الوزن البسيطة والطبيعية بأنها زيادة مفرطة في نسبة الدهون بالجسم حيث يكون مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30. وتسبب هذه الزيادة الغير طبيعية بالوزن مشاكل صحية تعيق المريض عن ممارسة حياته اليومية بسهولة مثل زيادة معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة الناتجة كمرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب الناتجة عن زيادة الحمل على القلب، بالإضافة الى آلام العظام والمفاصل نتيجة زيادة الأحمال على المفاصل. بسبب ذلك ربما لا تستطيع طرق العلاج الغير جراحية لإنقاص الوزن مثل ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي وحدها علاج السمنة، فغالبًا ما يحتاج مرضى السمنة المفرطة إلى اللجوء لإجراء العمليات الجراحية بأنواعها المختلفة مثل عمليات بالون المعدة وتكميم المعدة وعمليات تحويل مسار المعدة. وتقوم فكرة معظم عمليات علاج السمنة على تصغير حجم المعدة أو الأمعاء وذلك لتقليل كميات الأكل المستهلكة ومن ثم تقليل امتصاص السعرات الحرارية بالجسم.

ما هي خطوات تحضير المريض لعملية علاج السمنة؟

في البداية يطلب الطبيب الجراح من مريض السمنة بعض الاختبارات الشاملة مثل:

  •  اختبارات الدم
  •  تصوير البطن بشكل كامل بالموجات فوق الصوتية
  •  بالإضافة الى عمل بعض الإشاعات والتحاليل لحالة الجسم ووظائف الكبد.

وبالنسبة لمريض السكر فقد يحتاج الى أن يجرى بعض الفحوصات الروتينية إلى جانب فحوصات السمنة مثل فحص السكر التراكمي واختبار تحليل كفاءة البنكرياس، للاطمئنان على كفاءة البنكرياس. وبمجرد الانتهاء من إجراء الفحوصات والاختبارات والتحاليل المطلوبة بشكل كامل، سيقوم الجراح بتقييم الحالة ويقرر إذا كان هذا المريض مناسبًا لجراحات السمنة أم لا، وما هي العمليات الجراحية المتاحة والفعالة لحالة المريض ومن ثم يتناقش مع المريض لإعداده للجراحة.  قبل أن يؤخذ المريض إلى غرفة العمليات يتم اعطائه مضاد حيوي لتقليل خطر الإصابة بالعدوى ومضاد لتخثر الدم دموي مثل مادة “هيبارين” لمنع تكون الجلطات الدموية. وقد تتطلب بعض عمليات السمنة من المريض أن يقيم بالمستشفى بعد إجراء العملية لفترة نقاهة تمتد حتى أسبوع ومن ثم يغادر المريض من المستشفى لممارسة حياته بشكل طبيعي، ولكن بالنسبة لعملية البالون فقد يستطيع المريض أن يغادر المستشفى بعد نصف ساعة فقط من انتهاء العملية. وحديثاً أصبحت معظم عمليات علاج السمنة تتم باستخدام المنظار وذلك لتقليل الأعراض الجانبية حيث يستطيع المريض بعد إجراء العملية العودة لممارسة الحياة الطبيعية بعد فترة نقاهة قصيرة. ويعتبر من أشهر هذه العمليات عملية تكميم المعدة بالمنظار واتي يتم فيها استئصال جراحي لجزء كبير من المعدة مما يؤدى الى تصغير حجمها إلى ما يقارب 15-25 % من حجمها السابق قبل إجراء الجراحة. وكذلك عملية تحويل مسار المعدة المصغّر والتي تتميز بأنها أسرع وأبسط من عملية تحويل مسار المعدة التقليدية حيث أنها تستغرق ما بين 60 و90 دقيقة كما أن معدل فقدان الوزن متساوٍ في كلتا العمليتين. 

 

 

 

من هم المرشحون لعمليات علاج السمنة؟

يؤدي علاج السمنة إلى تحسّن في الحالة الصحيّة والنفسية للمريض بشكل ملحوظ، ولذلك أوصت منظمة الصحة العالمية بإجراء عمليات علاج السمنة للمرضى الذين يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 35 و40 ، بالإضافة إلى الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة مثل مرض السكر من النوع الثاني وأمراض القلب وكذلك التهابات المفاصل. أما بالنسبة للمرضى الذين يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى من الـ 40 توصى منظمة الصحة العالمية بإجراء أحد عمليات علاج السمنة بشكل مباشر.

ما هي الشروط الواجب توافرها قبل إجراء عمليات علاج السمنة؟

هناك بعض الشروط التي يجب توافرها في المريض قبل إجراء عمليات علاج السمنة المفرطة حيث أوصت منظمة الصحة العالمية أن يكون سن المريض بين سن 14 سنة إلى سن 65 سنة، ويمكن لمن هو دون السن أو أعلى من السن إجراء العملية إذا كانت حالته الصحية تستدعي ذلك، كذلك يجب أن تكون هناك قدرة لدى الشخص على تجنب الحلويات والمشروبات الغازية لأنها سهلة البلع وسريعة الهضم مما يجعلها سبباً رئيسياً في زيادة الوزن مرة أخرى.